الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٣) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤) يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٦)]
قوله سبحانه : (يا بَنِي آدَمَ)
في تفسير العياشي : عنهما عليهماالسلام قالا : «هي عامة» (١).
أقول : وهذه أربعة خطابات وهي بعينها الخطابات التي أوردت في غير هذه السورة مختصة بآدم ـ عليهالسلام ـ وعمّمت في هذه السورة لجميع بنى آدم ، والثلاثة الأول منها ، هي الراجعة إلى الأكل والشرب واللباس تفهم من قوله تعالى : (يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى) (٢) والرابعة : مفهومة من قوله تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) (٣).
ومن عمومها يستفاد أنّ ما اشتملت عليه هذه الخطابات على الإجمال أمور مشرّعة في جميع الشرائع من غير استثناء.
قوله سبحانه : (قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً)
اللباس : الثياب التي تستر سوأة البدن ، والريش : ما يتجمل به مأخوذ من ريش
__________________
(١). تفسير العياشي ٢ : ١١ ، الحديث : ١٣.
(٢). طه (٢٠) : ١١٧ ـ ١١٨.
(٣). طه (٢٠) : ١٢٣.