وقوله [ـ عليهالسلام ـ] : «وكيف يحمل حملة العرش ، الله!» ، تأكيد لأوّل الكلام ، إنّ العرش هو مقام حمل الوجود وإقامته ، فحملة العرش محمولون له سبحانه لا حاملون ، كيف ووجودهم وسير وجودهم به سبحانه ، ولاعتباره ـ عليهالسلام ـ هذا المقام الوجودي علما عبّر ـ عليهالسلام ـ عن وجودهم وكمال وجودهم بالقلوب ونور الإهتداء إلى معرفة الله سبحانه ، والمآل واحد ، فافهم.
وفي التوحيد : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : أنه سئل عن قوله تعالى : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) (١) فقال ـ عليهالسلام ـ : «ما يقولون [في ذلك]؟ قيل : يقولون : إنّ العرش كان على الماء والربّ فوقه ، فقال ـ عليهالسلام ـ : «كذبوا من زعم هذا ، فقد صيّر الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين ولزمه أنّ الشيء الذي يحمله هو أقوى منه.
ثم قال : إنّ الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أن يكون سماء أو أرض أو جنّ أو إنس أو شمس أو قمر» (٢).
أقول : وهو كسابقه في الدلالة على أنّ العرش هو العلم.
وفي الإحتجاج : في جملة ما احتجّ به أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ أنّه سئل عن بعد ما بين الأرض والعرش فقال ـ عليهالسلام ـ : «قول العبد مخلصا لا إله إلّا الله» (٣).
أقول : نفي الألوهيّة عن غيره تعالى حقيقة وقصره فيه تعالى بنحو الإخلاص يوجب نسيان العبد المخلص غيره والتوجه إلى مقام استناد كلّ شيء إليه تعالى ،
__________________
(١). هود (١١) : ٧.
(٢). التوحيد : ٣١٩ ، الحديث : ١.
(٣). الإحتجاج ١ : ٣٨٦.