فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٣٦) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (١٣٧)]
قوله : (وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ)
في تفسير القمي قال : كان فرعون يعبد الأصنام ، ثمّ ادّعى بعد ذلك الربوبية (١).
أقول : والتاريخ يشهد به.
وفي المجمع : نسب إلى علي قراءة : إلهتك بكسر الهمزة مصدر على وزن فعالة بكسر الفاء بمعنى العبادة (٢).
قوله سبحانه : (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ)
المراد بهذه الملكيّة بقرينة السياق الملك الحقيقي من سنخ ملكه لجميع الخلق ، فإيراث الملك لمن يشاء تمليكه لغيره تمليكا مجازيا ، (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ، وبذلك استدلّ موسى ـ عليهالسلام ـ لخروج الأمر من فرعون والقبط ورجوعه إلى قومه لمظلوميتهم وتقويهم ان اتّقوا لكن بنحو العموم فأدّوا إليه ببثّ الشكوى تفصيلا (أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا) ، كالآيس من النجاة فسلّاهم ـ عليهالسلام ـ بالتصريح فقال : (عَسى رَبُّكُمْ).
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ٢٣٦ ـ ٢٣٧.
(٢). مجمع البيان ٤ : ٣٣٤.