سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ (١٤٥) سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ (١٤٦) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤٧)]
وقوله : (مُتَبَّرٌ)
التتبير : التدمير.
قوله سبحانه : (قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ)
الرؤية البصرية مستحيلة في حقه سبحانه ؛ لاختصاصها بالجسمانيات ونزاهة ساحته سبحانه عن ألواث الجسمانية والإمكان ، فهو محال بالذات ، لكن الاستدراك الواقع في الآية أعني قوله تعالى : (وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) ، يشهد على أنّ الرؤية التي سألها ـ عليهالسلام ـ لم تكن محالا ذاتيّا ، بل لعدم استطاعته ـ عليهالسلام ـ وعدم تحمّله لذلك ؛ حيث إنّ الجبل على عظمته وقوّته لم يستطع ذلك ، ولم يقو عليه ، فكيف بموسى وهو بدن عنصري ضعيف ، ولو لم يكن هذا التجلي الذي يحكيه سبحانه من سنخ ما كان يسأله موسى ـ عليهالسلام ـ لم يتمّ أمر البيان ، ولكان نظير أن يقال : أنظر إني أريد أن أدكّ الجبل ، فإن لم يندكّ وعصى عن إرادتي فسوف تراني.
ومن المعلوم أنّ هذا لا يفيد وضوحا في بيان عدم الرؤية ، على أنّ المحال