أنّ مشركي أهل مكة قالوا : يا محمّد! ما وجد الله رسولا يرسله غيرك؟ ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول ، وذلك في أول ما دعاهم ـ وهو يومئذ بمكة ـ قالوا : ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه ليس لك ذكر عندهم فتأتينا بمن يشهد أنّك رسول الله ، قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)» (١).
أقول : وبالرواية يظهر شأن نزول الآيتين.
في هذه الآية [جواز] إطلاق الشيء عليه تعالى.
وفي [التوحيد] روى الصدوق : عن محمد بن عيسى بن عبيد قال : قال لي أبو الحسن ـ عليهالسلام ـ : ما تقول إذا قيل لك أخبرني عن الله عزوجل ، أشىء أم لا شيء (٢)؟ قال : قلت : قد أثبت الله عزوجل نفسه شيئا حيث يقول : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ، فأقول : إنّه شيء لا كالأشياء إذ في نفي الشيئية عند نفيه وإبطاله ، قال لي : صدقت وأحسنت (٣) ، ثم قال الرضا ـ عليهالسلام ـ : للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب : نفي وتشبيه وإثبات بغير تشبيه ، فمذهب النفي لا يجوز ، ومذهب التشبيه لا يجوز [لأن الله تبارك وتعالى لا يشبهه شيء] ، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيه (٤).
أقول : وفي تفسير العيّاشي : عن هشام ، ما يقرب منه (٥).
وقول الراوي : إذ في نفي الشيئية نفيه وإبطاله ، إشارة إلى الوجه العقلى ، إذ
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ١٩٥ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٣ : ٥٣٤ ، الحديث : ١.
(٢). في المصدر : «أشيء هو أم لا»
(٣). في المصدر : «أصبت»
(٤). التوحيد : ١٠٧ ، الحديث : ٨ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٣ : ٥٣٥.
(٥). تفسير العياشي ١ : ٣٥٦ ، الحديث : ١١.