ليسوا من الذين ينهون عن السوء فهم من الذين ظلموا ، وقد تركوا النهي عن المنكر وهو سبحانه يذمّ التاركين للنهي عن المنكر من إليهود في موارد من كلامه ، فهم من الظالمين.
قوله سبحانه : (عَرَضَ هذَا الْأَدْنى)
المراد به الدنيا ، والعرض : ما يزول من متاعها ، وفي الإشارة تحقير.
قوله : (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ)
أي هم مع رجائهم المغفرة كلّما عرض لهم عرض لم يستنكفوا منه وأخذوه ، فهم في رجائهم كاذبون ، فالإصرار في إيثار الدنيا يكشف عن استخفافهم بأمر الدين.
قوله سبحانه : (أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ)
في الكافي : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «إنّ الله خصّ عباده بآيتين من كتابه : أن لا يقولوا حتى يعلموا ، ولا يردّوا ما لم يعلموا ، قال عزوجل : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) ، وقال : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ)» (١) (٢).
أقول : وروى قريبا منه العياشي عنه ـ عليهالسلام ـ وعن أبنه موسى ـ عليهالسلام ـ (٣) ، والروايات عنهم ـ عليهمالسلام ـ في النهي عن القول بغير
__________________
(١). يونس (١٠) : ٣٩.
(٢). الكافي ١ : ٤٣ ، الحديث : ٨.
(٣). تفسير العياشي ٢ : ٣٥ ـ ٣٦ ، الحديث : ٩٨ و ٩٩.