يوجب أن يتحقق منهم تكذيب سابقا لا يتخلف عن عدم الإيمان اللاحق فهو في نشأة قبل نشأة الدنيا وهو الميثاق.
وفي الكافي : عن زرارة ، قال : إنّ رجلا سأل أبا جعفر عن قول الله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) ، فقال : ـ وأبوه يسمع ـ «حدثني أبي أنّ الله عزوجل أخذ قبضة من تراب التربة التي خلق منها آدم فصبّ عليها الماء العذب الفرات ؛ ثم تركها أربعين صباحا ، ثم صبّ عليها الماء المالح الأجاج ، فتركها أربعين صباحا ، فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذرّ من يمينه وشماله ، وأمرهم جميعا أن يقعوا في النار ، فدخل أصحاب إليمين فكانت عليهم بردا وسلاما ، وأبي أصحاب الشمال أن يدخلوها» (١).
أقول : ورواه العيّاشي في تفسيره (٢) والأخبار في هذا المعنى وأمره سبحانه للفريقين بالدخول في النار كثيرة جدّا وكأنّه تمثيل للإيمان فإنّه نار للكافر وسلام على المؤمن ، فكانّ هناك بارزا في صورة النار وأمروا بدخولها فدخلها فريق وأبى آخرون ، ويمكن أن يكون تمثيلا وكناية في كلام الأئمة ـ عليهمالسلام ـ.
*
__________________
(١). الكافي ٢ : ٧ ، الحديث : ٢.
(٢). تفسير العياشي ٢ : ٤٠ ، الحديث : ١٠٩.