وثالثها : الصفات الوجوديّة الكماليّة كالعلم والقدرة والحياة والإيجاد والجود والإحاطة ونحوها ، فهي أمور يغلب جهة وجودها على جهة العدم لو كان محقّقا فيها ، فالعلم بما أنّه انكشاف للمعلوم وحضور منه عند العالم لا نقص فيه ، وإنّما النقص فيه أنّ العلوم التي توجد عندنا تحتاج في تحقّقها إلى وجود شرائط وأدوات وعدم موانع كزمان ومكان ونسب وحس وقوى مدركة أخرى ، فلو أسقطنا هذه النواقص منها لم يبق إلّا الكمال المحض الذي لا يحتاج إلى شيء ويختص حينئذ بواجب الوجود تعالى وتقدّس وهو حقيقة المعنى ، وأمّا نفس المعنى والإسم الدالّ عليه الذي يغلب فيه الحسن على النقص فهو اسم له سبحانه لا يشاركه فيه غيره.
فإذن المفاهيم والمعاني التي لا يؤخذ معها جهات النقص والمعاني العدمية والأسماء الدالّة عليها كالعلم والعالم ، والجود والجواد ، والرزق والرازق والرزّاق ، أسماء حسنى مختصة به تعالى.
والذي ورد في القرآن من هذه الأسماء مأة وسبعة عشر إسما هي :
أ : الله ، إله ، أحد ، أوّل ، آخر ، أعلى ، أكرم ، أعلم ، أرحم الراحمين ، أحكم الحاكمين ، أحسن الخالقين ، أهل التقوى ، أهل المغفرة ؛
ب : بارىء ، باطن ، بديع ، البرّ ، بصير ؛
ت : توّاب ؛
ج : جبّار ، جامع ؛
ح : حكيم ، حليم ، حيّ ، حقّ ، حميد ، حسيب ، حفيظ ، شحفي ؛
خ : خبير ، خالق ، خلاق ، خير الماكرين ، خير الرازقين ، خير الفاصلين ، خير الحاكمين ، خير الفاتحين ، خير الغافرين ، خير الوارثين خير الراحمين ؛