ورد عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ما وقع عليه اسم شيء فهو مخلوق ما خلا الله تعالى (١) ، وقال تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) (٢) ، فأفاد أنّ الحسن يدور مدار الخلق والإيجاد حيثما دار ، فكلّ موجود من حيث إنه موجود حسن ، ثم قال سبحانه : (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) (٣) ، وقال أيضا : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (٤) ، وقد مرّ في الكلام على الآية أنّ المحصّل من مجموع هذه الآيات أنّ الوجوديات والخيرات أمور موجودة ، والسيئات والشرور أمور معدومة ، على ما مرّ من تفصيل معناه.
إذا عرفت هذا كلّه عرفت أنّ الإسم الأحسن هو الكمال الذي يغلب فيه جهة الوجود والكمال جهة العدم والنقص ، فإنّ الصفات والأسماء الموجودة في الخارج على ثلاثة أقسام :
أحدها : ما يغلب فيه جهة المنقصة على جهة المزيّة كالفاقة والفقر والإحتياج والفقد وأمثال ذلك ، فإنّها وان كانت ربّما لا تخلو عن بعض المزايا لكنّ الغالب فيها جهة المرجوحية والمنقصة.
وثانيها : ما لا يغلب فيه إحدى الجهتين على الأخرى كالصفات الوجودية المختصة بالجسمانيّات كالنفر والمكر والأكل والشرب والحركة وغير ذلك ، وهذه وإن كانت قسما برأسها لكنّها بحسب الحقيقة من القسم الأوّل لاحتفافها بأقسام الحاجة والفقر الذي مرجعه إلى النقص في الوجود.
__________________
(١). الكافي ١ : ٨٢ ، الحديث : ٣ ؛ ١ : ٨٣ ، الحديث : : ٥ ؛ التوحيد : ١٠٥ ، الحديث : ٣ ؛ ١٤٢ ، الحديث : ٧ ؛ بحار الأنوار ٣ : ٣٢٢.
(٢). السجدة (٣٢) : ٧.
(٣). النساء (٤) : ٧٩.
(٤). النساء (٤) : ٧٨.