كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١) ، وقوله تعالى : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) (٢) الآية فكل جملة فيها كالتعليل لما يتّصل بها ، وهذا وارد في كلامه في كثير من صفاته وأسمائه ، فكما أنّ المفاهيم المتعيّنة في الخارج ترجع إلى المفاهيم المطلقة نحو رجوع ، وهكذا المطلقة إلى ما هو أشد إطلاقا حتى ينتهي إلى المفاهيم العامّة الشاملة ، كذلك التعيّنات الأسمائية ترجع إلى الإطلاقات ، وهكذا حتى ينتهى إلى اسم لا اسم فوقه.
وهذا المعنى الذي نحكي ونعبّر عنه بأنه لا اسم فوقه اسم بعينه إذ لا نعني بالإسم إلّا الذات مأخوذا بوصف.
وقولنا : لا اسم فوقه ، هو الذات مأخوذا بوصف ، وبعبارة أخرى كون الذات أعظم من أن يحيط به مفهوم بعينه مفهوم ، جلّ الذات أن يتقيّد به ويحاط به ، فهو تعيّن في عين عدم التعيّن ، وإثبات في عين النفي كما قال تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٣) ، كما سيجيء بيان معناه.
ومن هنا يظهر أنّ إطلاق الصفات والأسماء فيه تعالى وفي غيره بمعنى واحد ، وإنّما الإختلاف بحسب المصداق ، فالوجود والحياة والعلم والقدرة وغيرها يستعمل فيه تعالى بعين المعنى الذي يستعمل في غيره من غير فرق ، كما هو ظاهر كلامه تعالى ، وخاصة الآيات التي تشتمل على الوصف وغيره.
منها : كقوله تعالى : (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (٤) ،
__________________
(١). فصلت (٤١) : ٣٩.
(٢). البقرة (٢) : ٢٥٥.
(٣). الإسراء (١٧) : ١١٠.
(٤). البقرة (٢) : ٣٢.