ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (٣١) وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٣٢)]
قوله : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا) ، ـ إلى آخر الآيات الثلاث ـ
محاذاة لقوله سابقا : (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (١) ، وكالشرح له ببيان حقيقة حياتهم الدنيا ، وأنّ لهم في باطنه حياة أخرى ، ستنجلي عليهم في يوم يسقط فيه الأوهام وتظهر الحقائق ، فيفقدون هؤلاء الشركاء ويكذبون على أنفسهم رغما من شهادتهم : أنّ مع الله آلهة أخرى ، ثم لا ينفعهم ولن ينفعهم الندم.
هذا وقد كرّر سبحانه في كتابه إنكار المشركين لشركائهم يوم القيامة في كلامه كقوله : (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ* مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ) (٢) ، وقوله تعالى : (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٣) وقوله : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ* وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) (٤) ، وقوله : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ* وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) (٥).
__________________
(١). الآية (٥) من السورة.
(٢). غافر (٤٠) : ٧٣ ـ ٧٤.
(٣). يونس (١٠) : ٣٠.
(٤). فصلت (٤١) : ٤٧ ـ ٤٨.
(٥). القصص (٢٨) : ٧٤ ـ ٧٥.