وثانيهما : إنّ الذات المقدّسة ـ كما مرّت الإشارة إليه ـ أعلى وأرفع من أن يحيط به مفهوم اسم أو يتقيّد بمفهوم وصف ، وكلّ ما يناله فيه العقل فهو دون الذات حتى هذا التوصيف والبيان ، ومقتضى هذا أن لا يوصف بوصف ولا يسمّى باسم ، غير أنّه سبحانه وصف نفسه بأوصاف رحمة منه وفضلا ، فالواجب أن يقتصر عليه ولا يتعدّى عنه.
وقوله ـ عليهالسلام ـ في الرواية : «أنّى تدرك الذي تعجز الحواس» (١) ، إشارة إلى هذا المعنى ، وإليه يشير عدّة من الروايات السابقة.
كما في التوحيد : من رواية عبد الأعلى عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : تسمّى بأسمائه فهو غير أسمائه (٢) ، والموصوف غير الواصف (٣) ، الحديث.
وما في النهج في خطبة له ـ عليهالسلام ـ : «وكمال توحيده نفي الصفات عنه» (٤) ، الخطبة.
*
__________________
(١). هكذا في المخلوط لكن عبارة الحديث : على مامر ـ هكذا : «أنّى يوصف الذى تعجز الحواس ان تدركه».
(٢). في المصدر : + «والأسماء غيره».
(٣). التوحيد : ١٤٢ ـ ١٤٣ ، الحديث : ٧.
(٤). نهج البلاغة : ٣٩ ، الخطبة : ١٠.