أي خذ منهم ما طهر وما تيسّر قال : (والعفو) الوسط» (١).
قوله سبحانه : (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)
العرف : ما يعرفه الناس ولا ينكرونه من الفعل الجميل والخلق الحميد.
وفي العيون : عن الرضا ـ عليهالسلام ـ : «إنّ الله أمر نبيّه بمداراة الناس فقال :(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)» (٢).
وفي الجوامع : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «أمر الله نبيّه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن [آية] ، أجمع لمكارم الأخلاق منها» (٣).
قوله : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ)
النزغ : الوسوسة ، قال الزمخشري : النزغ والنسغ والنخس والغرز بمعنى واحد (٤).
وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا)
في مقام التعليل للأمر بالإستعاذة ، ومنه يظهر أنّ الاستعاذة هو ما للقلب ، واللفظ ذريعة يحفظ بها المعنى ويثبّت به ما في القلب.
وفي الكافي وتفسير العياشي : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «هو العبد يهمّ به الذنب ثم يتذكّر فيمسك» (٥).
__________________
(١). تفسير العياشي ٢ : ٤٣ ، الحديث : ١٢٦.
(٢). عيون الأخبار ١ : ٢٥٦ ، الحديث : ٩.
(٣). جوامع الجامع ١ : ٧٣٢.
(٤). الكشاف ٢ : ١٩٠.
(٥). الكافي ٢ : ٤٣٤ ـ ٤٣٥ ، الحديث : ٧ ؛ تفسير العياشي ٢ : ٤٤ ، الحديث : ١٣٠ ، وفيه : «يتذكر فيدعه».