وفي تفسير القمّي : قال : إذا ذكّرهم الشيطان المعاصي وحملهم عليها يذكرون اسم الله (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) (١).
قوله سبحانه : (وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ)
يمكن أن يكون ضمير الجمع للمشركين المدلول عليه سابقا بقوله : (أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) (٢) ، والمراد بالإخوان الشياطين ، فيكون الآيات الثلاث أعني من قوله : (خُذِ الْعَفْوَ) إلى قوله (فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) ، معترضة ، وعدم الإقصار : التمادي وعدم الرجوع.
قوله سبحانه : (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها)
اجتبى الشيء : أي جباه وجمعه لنفسه ، فمعنى (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) ، لو لا افتعلتها وجمعتها لنفسك ، فإنّهم كانوا يقولون : إنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ يختلق القرآن من غير وحي من الله سبحانه!.
قوله سبحانه : (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا)
في الفقيه : عن الباقر ـ عليهالسلام ـ : «إن كنت خلف إمام فلا تقرأنّ شيئا في الأولتين وأنصت لقرائته ولا تقرأنّ شيئا في الأخيرتين ، فإن الله يقول للمؤمنين :
(وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ) ، يعني في الفريضة خلف الإمام (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)» (٣).
__________________
(١). تفسير القمي ١ : ٢٥٣.
(٢). الأعراف (٧) : ١٩١.
(٣). من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٩٢ ، الحديث : ١١٦٢.