كان قائلها أبو بكر. (١)
أقول : وروي المعنى الأخير في بعض تفاسير العامّة ، (٢) ورواه العيّاشي في تفسيره عن الصادق ـ عليهالسلام ـ. (٣)
قوله سبحانه : (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)
السكينة هو الوقار ، غير أنّه سبحانه حيثما ذكر السكينة في كلامه ذكرها في موارد النصر وأضافها إلى نفسه وشفّعها في غالبها بجنوده المنزلة ، كقوله : (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) ، (٤) وقوله تعالى : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) ، (٥) وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). (٦)
ودلالة الآيات على نزولها في موقع النصر خاصّة على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ تستلزم الدلالة على أنّها موجود سماويّ طاهر إلهي ، وليست بروح الإيمان الآتي ذكره فيما سيأتي إن شاء الله تعالى ، فإنّه ملازم لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ دائما ، وللمؤمنين ما لم يهمّوا بكبيرة.
وقوله في الآية الأخيرة : (لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ)، يدلّ على أنّها تفيد
__________________
(١). جوامع الجامع ٢ : ٥٥.
(٢). تفسير القرطبي ٨ : ١٠٠ ؛ جامع البيان للطبري ١٠ : ١٢٩ ؛ البداية والنهاية ٤ : ٣٦٩ ؛ شرح نهج البلاغة ، لإبن أبي الحديد ١٥ : ١٠٧.
(٣). تفسير العيّاشي ٢ : ٨٤ ، الحديث : ٣٨.
(٤). البقرة (٢) : ٢٤٨.
(٥). التوبة (٩) : ٤٠.
(٦). الفتح (٤٨) : ٤.