قوله سبحانه : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ)
في الكافي عن أبي بصير عن الباقر ـ عليهالسلام ـ قال : قرأت عنده ـ عليهالسلام ـ (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ) فقال : لا ، إقرأ : «التائبين العابدين ، إلى آخرها ، فسئل عن العلّة في ذلك فقال : اشترى من المؤمنين التائبين العابدين». (١)
وفي المجمع عنهما ـ عليهماالسلام ـ : إنّهما جرّا على الصفة للمؤمنين. (٢)
وفي الكافي : لقى عباد البصري عليّ بن الحسين ـ عليهالسلام ـ في طريق مكّة ، فقال له : يا عليّ بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحجّ ولينته؟! إنّ الله يقول : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)، فقال له عليّ بن الحسين : أتمّ الآية ، فقال : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ)، فقال له عليّ بن الحسين ـ عليهالسلام ـ : إذ رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم ، فالجهاد معهم أفضل من الحجّ. (٣)
وفي الكافي أيضا عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : لمّا نزلت هذه الآية (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) قام رجل إلى النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقال : يا نبيّ الله! أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتّى يقتل إلّا أنّه يقترف من هذه المحارم ، أشهيد هو؟ فأنزل الله عزوجل على رسوله : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ)، ففسّر النبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة والجنّة.
__________________
(١). الكافي ٨ : ٣٧٧ ، الحديث : ٥٦٩ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٧١.
(٢). مجمع البيان ٥ : ١١٢.
(٣). الكافي ٥ : ٢٢ ، الحديث : ١ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٧١ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٥٧٧ ، الحديث : ١.