فقال : التائبون من الذنوب العابدون الذين لا يعبدون إلّا الله ولا يشركون به شيئا ، الحامدون الذين يحمدون الله على كلّ حال في الشدّة والرخاء ، السائحون الصائمون ، الراكعون الساجدون ، الذين يواظبون على الصلوات الخمس ، الحافظون لها ، والمحافظون عليها بركوعها وسجودها والخشوع فيها وفي أوقاتها ، الآمرون بالمعروف بعد ذلك والعاملون به ، والناهون عن المنكر والمنتهون عنه.
قال : فبشّر من قتل وهو قائم بهذه الشروط بالشهادة والجنّة ، الحديث. (١)
أقول : وقد فسّر السياحة بالصوم لقوله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : سياحة امّتي الصيام ، كذا قيل. (٢)
وفي تفسير العيّاشي قال ـ عليهالسلام ـ : هم الأئمّة. (٣)
أقول : معناه أنّ حقائق هذه الصفات وكمالها فيهم ، كما في رواية القمّي. (٤)
قوله سبحانه : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا)
ما مرّ من النهي عن الاستغفار كان متعلّقا بالمنافقين وهذا راجع إلى المشركين.
وقوله سبحانه : (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)
كالتعليل للنهي وإرشاد إلى ملاكه ، إذ الاستغفار طلب لشمول المغفرة ، ومن
__________________
(١). الكافي ٥ : ١٥ ، الحديث : ١ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٧١ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٥٦٠ ، الحديث : ٢.
(٢). أنوار التنزيل ١ : ٤٣٤ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٧١ ؛ النهاية لابن الأثير ٢ : ٤٣٣ ؛ تفسير ابن كثير ٢ : ٣٥٧.
(٣). تفسير العيّاشي ٢ : ١١٣ ، الحديث : ١٤٢ ؛ تفسير الصافي ٣ : ٤٧٢.
(٤). تفسير القمّي ١ : ٣٠٦.