أقول : لعلّ معنى الروايتين راجع إلى ما رواه في نهج البيان (١).
قوله تعالى : (قَتَرٌ)
القترة : غبرة لها سواد.
قوله تعالى : (جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها)
الجملة خبر للموصول (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ) جزاء سيئة واحدة منهم كائن بمثلها ، أو التقدير : والذين كسبوا السيّئات ليعلموا أنّ السيّئة الواحدة تجزي بمثلها ، والله أعلم.
قوله تعالى : (كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ)
غشيه الشيء إذا أحاط به من كلّ جانب ، وفي الكافي وتفسير العيّاشي ، عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشدّ سوادا (٢) فكذلك هم يزدادون سوادا (٣) (٤).
قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً)
إلى آخر الآيات الثلاث من غرر الآيات القرآنية ، تبيّن حقيقة البعث على ألطف
__________________
(١). نهج البيان ٣ : ٦٣.
(٢). في المصدرين : + «من خارج»
(٣). في تفسير العياشي : «وجوههم تزداد سوادا»
(٤). الكافي ٨ : ٢٥٢ ، الحديث : ٣٥٥ ؛ تفسير العيّاشي ٢ : ١٢٢ ، الحديث : ١٧ ؛ بحار الانوار ٧ : ١٨٦ ، الحديث : ٤٥.