الأودية فهو لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وهو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء. (١)
أقول : والروايات في تفسير الأنفال في نحو ما فسّرته به هذه الرواية كثيرة جدّا ، وإن كان فيها اختلاف من حيث تعداد المصاديق ، حتّى عدّ منها ـ في بعضها ـ مال من مات ولا وارث له ، والقرى الخالية التي باد أهلها وغير ذلك. (٢)
وفي تفسير القمّي قال ـ عليهالسلام ـ : نزلت يوم بدر لمّا انهزم الناس كان أصحاب رسول الله على ثلاث فرق ، فصنف كانوا عند خيمة النبيّ ، وصنف أغاروا على النهب ، وفرقة طلبت العدوّ وأسروا وغنموا ، فلمّا جمعوا الغنائم والأسارى تكلّمت الأنصار في الأسارى ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) ، (٣) فلمّا أباح الله لهم الاسارى والغنائم تكلّم سعد بن معاذ وكان ممّن أقام عند خيمة النبيّ ، فقال : يا رسول الله! ، ما منعنا أن نطلب العدوّ زهادة في الجهاد ولا جبنا من العدوّ ، ولكنّا خفنا أن نعدو موضعك فتميل عليك خيل المشركين ، وقد أقام عند الخيمة وجوه المهاجرين والأنصار ولم يشك أحد منهم ـ والناس كثير ـ يا رسول الله! والغنائم قليلة ، ومتى تعطي هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء ، وخاف أن يقسّم رسول الله الغنائم وأسلاب القتلى بين من قاتل ولا يعطى من تخلّف عند خيمة رسول الله شيئا ، فاختلفوا فيما بينهم حتّى سألوا رسول الله.
فقالوا : لمن هذه الغنائم؟ فأنزل الله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ
__________________
(١). الكافي ١ : ٥٣٩ ، الحديث : ٣.
(٢). جوامع الجامع ٢ : ٢ ؛ تفسير الصافى ٣ : ٢٩٤ ؛ البرهان في تفسير القرآن ٤ : ٢٦٢.
(٣). الأنفال (٨) : ٦٧.