فالنظام الإنساني ـ بحسب حياته ـ في هذه الحياة الدنيا مدبّرة متحوّلة تحت تدبير أربع كلمات من كلمات الله سبحانه ، ذكرها في هذه السورة :
الأولى : ما يعنيه بقوله : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) (١) ، وهو قوله تعالى : (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (٢).
والثانية : قوله تعالى : (كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٣) وهو قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) (٤) ويرتبط به قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (٥).
والثالثة : قوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (٦) إلى أن قال تعالى : (أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٧).
والرابعة : قوله تعالى : (حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) (٨) ، وهذه الكلمات الأربع إذا انضمّت واجتمعت لم تنتج إلّا ما سمعت.
قوله سبحانه : (إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي)
__________________
(١). يونس (١٠) : ١٩.
(٢). يونس (١٠) : ٤٩.
(٣). يونس (١٠) : ٣٣.
(٤). يونس (١٠) : ٩٦.
(٥). يونس (١٠) : ١٠٠.
(٦). يونس (١٠) : ٤٧.
(٧). يونس (١٠) : ٥٥.
(٨). يونس (١٠) : ١٠٣.