قوله سبحانه : (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)
القبلة ما تستقلبه ، والمراد المصلّى ، ويدلّ عليه قوله تعالى بعده : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ).
في تفسير القمّي عن الكاظم ـ عليهالسلام ـ : لمّا خافت بنو إسرائيل جبابرتها أوحى الله إلى موسى وهارون ـ عليهماالسلام ـ : (أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) قال : أمروا أن يصلّوا في بيوتهم (١).
قوله سبحانه : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ)
هذه شهادة منه ـ عليهالسلام ـ في صورة الدعاء ، كقوله تعالى فيما حكى عن نوح ـ عليهالسلام ـ : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) (٢) ، فإنّه ـ سبحانه ـ يخبر في كلامه أنّ هاهنا شهداء يشهدون حقائق الأعمال وشهادتهم دعاء من وجه.
قوله سبحانه : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما)
في الكافي عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : دعا موسى ـ عليهالسلام ـ وأمّن هارون ـ عليهالسلام ـ ، وأمّنت الملائكة فقال الله [تبارك وتعالى] : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما)، ومن غزا في سبيل الله أستجيب له كما أستجيب لكما يوم القيامة (٣).
__________________
(١). تفسير القمّي ١ : ٣١٤
(٢). نوح : (٧١) : ٢٦ ـ ٢٧.
(٣). الكافي ٢ : ٥١٠ ، الحديث : ٨ ؛ تفسير الصافي ٢ : ٤١٥.