رسول الله فيما بينهم بالسويّة ، وقد عزل لثمان نفرات من أصحابه لم يحضروا الواقعة نصيبهم لأنّ الغنيمة له يفعل بها ما يشاء.
ثمّ نزلت آية الخمس بعد المهاجرة من بدر فأخذ ـ صلىاللهعليهوآله ـ منهم خمس الغنائم.
وبهذا البيان يظهر معنى الرواية الثانية المذكورة بعد رفع تشويشه بما ذكرنا ، وكذلك معنى الرواية الاولى المستفيضة من حيث المعنى ، فإنّ آية الأنفال وإن كانت نازلة في مورد خاصّ لكنّ لفظها عامّ لا يتخصّص بالمورد.
فقوله : (الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)
يشمل كلّ نفل وزيادة حاصلة من غير ملك سابق لأحد من المسلمين كغنائم الجهاد بالقتال ، وكلّ نفل حاصل من غير قتال كالأراضي الخربة ، والديار الخالية ، وبطون الأودية ، ورؤوس الجبال والآجام ، وقطائع الملوك ، ومال من مات ولا وارث له ، وقد عمل رسول الله في المأخوذ قتالا بما عمل وبقي الباقي تحت العموم.
وربما قيل : إنّ المراد بالأنفال في الآية غنائم القتال ، والمراد بالأنفال في الروايات الأنفال والفيء بلسان الشرع ، وله بعض شواهد في بعض الروايات.
وفي المجمع قرأ السجّاد والباقر والصادق ـ عليهمالسلام ـ : «يسألونك الأنفال» يعني : أن تعطيهم. (١)
أقول : وروي ذلك عن بعضهم.
__________________
(١). مجمع البيان ٤ : ٧٩٦.