فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧) وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)]
قوله سبحانه : (إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً)
الزحف : الدنوّ قليلا قليلا ، ودنوّ الجيشين بعضهم من بعض ، والتحرّف : أخذ حرف أيّ طرف ، والتحيّز : أخذ الحيّز.
في تفسير العيّاشي عن الكاظم ـ عليهالسلام ـ : (إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ) قال : متطرّدا يريد الكرّة عليهم ، أو متحيّزا يعني متأخّرا إلى أصحابه من غير هزيمة ، فمن انهزم حتّى يجوز صفّ أصحابه فقد باء بغضب من الله. (١)
قوله سبحانه : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ)
لمّا كانت الأسباب التي توجب الغلبة وتبشّر بالظفر والفتح غير موجودة ولا واحد منها بحسب الظاهر في جانب المؤمنين ، فإنّهم كانوا أقلّاء ضعفاء ، ولم يكن معهم ما يغنيهم من راحلة وزاد وماء وسائر ما يتوقّف عليه ورودهم في الحرب ، فضلا عن غلبتهم وتقدّمهم على عدوّهم ، وقد تمّ لهم العدّة ، والعدّة
__________________
(١). تفسير العيّاشي ٢ : ٥١ ، الحديث : ٣١.