الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام عالم جليل وشاعر مطبوع. ولد عام ١٢٩٩ ه. في قرية عثرون التي انتقل اليها أبوه من شقراء ، قرأ على أخيه السيد علي وفي مدرسته ست سنوات ، قال السيد الأمين في الأعيان : هاجر إلى العراق عام ١٣١٦ ه. فقرأ فيها عليّ علمي الأصول والفقه إلى أن خرجت من النجف عام ١٣١٩ ه. وكان يسكن معي في دار واحدة نحواً من ثلاث سنوات كان فيها مكباً على التحصيل والدرس والتدريس ، وقرأ على الشيخ أحمد كاشف الغطاء ، وعلى الشيخ علي ابن الشيخ باقر آل الجواهر ثم سافرت إلى الشام وبقي هو في النجف نحواً من عشر سنين يحظر دروس الخارج ويقرأ عليه الطلاب ، وعاد إلى جبل عامل عام ١٣٣٠ ه. وأراد السكنى في مسقط رأسه عثرون فذهب اليها فلم تستقر به الدار فخرج منها إلى شقراء وبقي فيها عدة سنين استفاد منه جماعة وانتهلوا من علومه منهم الشيخ محمد جواد الشري قبل ذهابه للعراق ثم انتقل إلى خربة سلم بطلب من أهلها فاكرموا وفادته وقاموا بما يجب حياً وميتاً. وكان عالماً فاضلاً فقيهاً بارعاً محققاً مدققاً حاد الفهم وأديباً شاعراً متميزاً في حسن نظمه ورصانة شعره ، وترجم له صاحب الحصون المنيعة ، وخلّف من الآثار العلمية رسالة في الرد على الوهابية ، مجلد في الطهارة ، منظومة في الرضاع أسماها ( فصيلة اليراع في مسائل الرضاع ) ، منظومة في الاجتهاد والتقليد ، فمن شعره وهو يتشوق إلى الوطن عندما توجه العراق سنة ١٣١٦ ه.
لئن كنت مأسور
الفؤاد بنأيكم |
|
فطرفي في قاني
المدامع مطلق |
ومن عجب قلبي
وجسمي تباعدا |
|
فهذا شئاميٌ
وذلك معرق |
أنام إذا ما
هزني الشوق حيلة |
|
لعلّ خيالاً
منكم اليوم يطرق |
وكنا جميعاً
فرّق الدهر بيننا |
|
وما خلتُ يوماً
أننا نتفرق |
فيا دارنا
بالشام هل لك رجعة |
|
لصبٍ يصب الدمع
طوراً ويغدق |
سقاك الحيا اما
تذكرت جيرة |
|
بك استوطنوا أو
شكت بالريق أشرق |