وقال الباقر عليهالسلام : «من قرأ آية الكرسيّ مرّة ، صرف الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا ، وألف مكروه من مكاره الآخرة ، أيسر مكروه الدّنيا : الفقر ، وأيسر مكروه الآخرة : عذاب القبر» (١) إلى غير ذلك.
[٢٥٦] ـ (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) أي : لم يجر الله أمر الإيمان على الإجبار ، ولكن على الإختيار (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ) تميّز الايمان من الكفر بالدلائل الواضحة. وقيل : إخبار ، معناه النّهي ، أي : لا تكرهوا في الدين. (٢)
وهو إمّا عام نسخ بآية السيف ، (٣) أو خاص بالذّميين.
قيل : كان لأنصاري ابنان فتنصّرا قبل البعثة ثم قدما المدينة فقال أبوهما : والله لا أدعكما حتى تسلما ، فاختصموا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فنزلت (٤) (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) فعلوت من الطغيان ، مقدم اللّام ، وهو : الشيطان أو : ما عبد من دون الله (وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ) تمسّك (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) : المحكمة ، تمثيل للمعلوم بالنّظر بالمحسوس (لَا انْفِصامَ) لا انقطاع (لَها وَاللهُ سَمِيعٌ) للأقوال (عَلِيمٌ) بالضمائر.
[٢٥٧] ـ (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) متولي أمر الّذين أرادوا أن يؤمنوا أو : ناصرهم باللّطف (يُخْرِجُهُمْ) بلطفه (مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) : من الكفر إلى الإيمان. والجملة خبر ثاني أو استئناف ، بيان للولاية ، أو الله ولى المؤمنين يخرجهم من الشبهة في الدّين ، إن عرضت لهم بتوفيقه لحلّها إلى نور اليقين (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) صمموا
__________________
(١) رواه العياشي في تفسيره ١ : ١٣٦ عن أبي عبد الله عليهالسلام.
(٢) قاله مجاهد كما في تفسير مجمع البيان ١ : ٣٦٣.
(٣) آية السيف هو قوله تعالى : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) (سورة التوبة : ٩ / ٣).
(٤) تفسير مجمع البيان ١ : ٣٦٣.