[٧٦] ـ (بَلى) عليهم فيهم سبيل (مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) استئناف مقرر لما نابته «بلى» ، والضمير في : «بعهده» لله ، أو : ل «من» وعموم المتقين. ناب العائد (١) من الجزاء الى «من» وأفاد اعتناء بالتقوى ، وهو يعم أداء الواجبات وترك المحرمات.
[٧٧] ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ) : يستبدلون (بِعَهْدِ اللهِ) : بما عاهدوه عليه من الإيمان لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَأَيْمانِهِمْ) وبما حلفوا به من قولهم : والله لنؤمننّ به ولننصرنّه (٢) (ثَمَناً قَلِيلاً) عرض الدنيا (أُولئِكَ لا خَلاقَ) لا نصيب (لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ) بما يسرّهم ، أو بشيء أصلا ، وإنما تحاسبهم الملائكة. أو : كناية عن سخطه عليهم مثل : (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) إذ من سخط على غيره واستهان به أعرض عنه وعن تكليمه (وَلا يُزَكِّيهِمْ) : ولا يثني عليهم (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) على فعلهم. نزلت في أحبار كتموا أمر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحرّفوا التوراة للرّشوة ، أو : في رجل حلف كاذبا في تنفيق سلعته. (٣)
[٧٨] ـ (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً) «كعب» و «مالك» و «حيي» وغيرهم (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ) يفتلونها بتلاوته عن الصحيح الى المحرّف (لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ) الضمير للمحرّف الدال عليه «يلوون» (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) تأكيد لقوله : «وما هو من الكتاب» ، وتشنيع عليهم بالكذب ، لإدّعائهم ذلك تصريحا لا تعريضا (وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) تأكيد وتسجيل بتعمد الكذب على الله.
[٧٩] ـ (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا
__________________
(١) الظاهر ان العبارة سقط ، والصحيح ـ كما في تفسير البيضاوي ٢ : ٢٦ ـ ناب مناب العائد.
(٢) اقتباس من قوله تعالى : (ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ).
(٣) نقل الطبرسي في تفسير مجمع البيان ١ : ٤٦٣ الاول عن عكرمة والثاني عن مجاهد والشعبي.