يقف عند حدود الابانة عن مقاصد كتاب الله ، ورأى أنّ خير ما يجمع هذه الصفات من كتب التفسير كتاب «الوجيز» وقال ـ وهو بسبيل حملي على نشره ـ :
إن هذا الكتاب من مؤلفات رجل تربطك به صلة من قربى ، في إحيائها بعض الوفاء لحقوق الآباء.
ومع بليغ رغبتي في امتثال أمره فقد ساورني تخوّف من ثقل العمل ، ولكني إذ عدت من زيارته تذكرت الرغبة التي حملت والدي في طلائع تكويني على نسخ هذا الكتاب ، وقدرت أنّ نشره بين الناس يحقّق استجابة أخرى لرغبة كنت يومها حريصا على أن أوليها الطاعة والوفاء.
بهذا بدأت فكرة نشر «الوجيز» ومن حينها أخذت أطلب ما يوجد في المكتبات من نسخ مخطوطة له ، وكان من حسن التوفيق أن وجدت له عدة نسخ في مكاتب العراق ، سخا بها أصحابها الأفاضل في غير مكافأة أو ممانعة وهو سخاء لا أشك في أنّ باعثه الغيرة العلمية والحرص على نشر هذا الأثر الكريم.
نسخ الكتاب
والذي وقفت عليه من نسخ «الوجيز» عدد غير قليل :
أوليها : نسخة المؤلف وهي التي نسخت عليها الجزء الاول ، ولكني أجهل كيف خرجت من مكتبة والدي ، ويقال : إنها بيعت خفية إلى بعض الوراقين في النجف وانها انتقلت من يده إلى بعض مكتبات الهند.
وثانيتها : نسخة الامام محمد الحسين آل كاشف الغطاء ، وقد اطلعني عليها ، وعلى تعليقات قيمة لسماحته سجّلها أثناء مراجعاته المتّصلة للكتاب ، وقد كنت أرغب في نشرها مع الجزء الأول ، ولكنه ـ حفظه الله ـ رغب في ان يزيد في التعليق ، حتى إذا انتهيت من نشر الجزء الثاني ألحقتها بالكتاب.