التوراة وأوصانا (إِنَ) بأن (أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ) بهذه الآية الخاصة التي كانت لأنبياء بني إسرائيل ، وهو أن يقرّب قربان فيدعو النبي فتنزل نار فتحرقه ، وهذا محض افتراء ؛ إذ أكل النار القربان لم يوجب الإيمان إلّا بكونه آية فهو وسائر الآيات سواء (قُلْ) في إلزامهم : (قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي) ك «زكريا» و «يحيى» (بِالْبَيِّناتِ) الكثيرة الموجبة للتصديق (وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) وبمقترحكم (فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) انكم تؤمنون بذلك.
[١٨٤] ـ (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ) (١) (بِالْبَيِّناتِ) تسلية له صلىاللهعليهوآلهوسلم عن تكذيب قومه واليهود (وَالزُّبُرِ) جمع زبور وهو الكتاب المتضمن للحكم أو الزواجر. وقرأ «ابن عامر» : «وبالزبر» ، بإعادة «الباء» للتأكيد (٢) (وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ) التوراة والإنجيل والزبور.
[١٨٥] ـ (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ) تعطون جزاء أعمالكم من ثواب وعقاب وافيا (يَوْمَ الْقِيامَةِ) يوم قيامكم عن قبوركم. واما نعيم القبر وعذابه فبعض الأجور لا توفيها (فَمَنْ زُحْزِحَ) : نحّي (٣) (عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ) فقد ظفر بالبغية (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) أي شهواتها وزينتها (إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) شبّهت بمتاع يغرّ به طالبه بالتدليس حتى يشتريه. والغرور مصدر أو جمع غار.
[١٨٦] ـ (لَتُبْلَوُنَ) أي : والله لتمتحنن (فِي أَمْوالِكُمْ) بتكليف الإنفاق وآفات تصيبها (وَأَنْفُسِكُمْ) بالقتل والأسر والجراح والمصائب (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً) من هجاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والطعن في الدين والصدّ عن الإيمان ، أخبروا بذلك قبل كونه ليوطّنوا أنفسهم على
__________________
(١) يراجع تعليقنا على كلمة «باءو» في الآية ٦١ من سورة البقرة.
(٢) حجة القراءات : ١٨٥.
(٣) في «ج» و «ط» : نجا.