(إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) فيعلم من يستحق التفضيل.
قيل : قالت ام سلمة : «يا رسول الله ، يغزوا الرجال ولا نغزو ، وانما لنا نصف الميراث ، ليتنا رجال» فنزلت. (١)
[٣٣] ـ (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) ولكل ميّت جعلنا ورّاثا لما ترك. الضمير ل «كل» و «من» صلة «موالي» لأنّه بمعنى الوارث والوالدان استئناف مبيّن ل «موالي» ، أو لكل قوم جعلناهم موالي حظّ ممّا ترك الوالدان والأقربون على أن «جعلنا موالي» صفة «كلّ» والعائد اليه محذوف ، والجملة مبتدأ وخبر. (وَالَّذِينَ) «عاقدت» (٢) (أَيْمانُكُمْ) جمع يمين بمعنى اليد ، أو القسم ، أي الحلفاء الذين عاهدتموهم على النصرة والإرث ، وهو مبتدأ ضمّن معنى الشرط ، وخبره (فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) أو عطف على «الوالدان» وقوله : «فآتوهم نصيبهم» تأكيد للجملة المتقدّمة والضمير ل «موالي».
وقرأ أهل الكوفة : «عقدت» (٣) قيل : التوريث بالتعاقد منسوخ (٤) بقوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ). (٥)
وعند أصحابنا أنه باق عند عدم الوارث النسبي والسببي وهو المسمّى بضمان الجريرة (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) مطّلعا.
[٣٤] ـ (الرِّجالُ قَوَّامُونَ) قيّمون مسلّطون (عَلَى النِّساءِ) في السياسة والتدبير (بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) بسبب تفضيله الرجال على النساء بكمال العقل
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٠.
(٢) وقد وردت الكلمة في المصحف الشريف بقراءة حفص : «عقدت».
(٣) حجة القراءات : ٢٠١.
(٤) تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٢ وجوامع الجامع ١ : ٢٥٣.
(٥) سورة الأنفال : ٨ / ٧٥ وسورة الأحزاب : ٣٣ / ٦.