وردّ بأن الآية للرد على عبدة المسيح والملائكة فلا يتم ذلك ، ولم سلم اختصاصها بالنصارى فلعل العطف للمبالغة باعتبار التكثير دون التّفضيل (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ) يترفّع عنها.
والاستكبار طلب الكبر بلا استحقاق والتّكبّر قد يكون باستحقاق (فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً) للمجازاة.
[١٧٣] ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) ثواب إيمانهم وأعمالهم (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) أضعاف ما يستحقّونه من الثّواب (وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا) يحميهم من العذاب (وَلا نَصِيراً) ينجيهم منه.
[١٧٤] ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ) حجة (مِنْ رَبِّكُمْ) وهو محمد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أو معجزاته أو : الدين ، أو : القرآن (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) بيّنا وهو القرآن.
وعن الصادق عليهالسلام : انه ولاية علي عليهالسلام. (١)
[١٧٥] ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ) نعمة وهي الجنة (وَفَضْلٍ) إحسان زائد على ما يستحقون (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ) الى الله أو الفضل (صِراطاً مُسْتَقِيماً) هو الإسلام أي : يوفقهم له ويثبتهم عليه.
[١٧٦] ـ (يَسْتَفْتُونَكَ) أي : في الكلالة بدليل (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) مرّ تفسيرها. (٢)
قيل : مرض «جابر» فعاده النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «اني كلالة فكيف
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٣ : ١٤٧.
(٢) في تفسير الآية (١٢) من هذه السورة.