قست. وقرأ «حمزة» و «الكسائي» «قسيّة» مبالغة (١) قاسية أو بمعنى رديّة من قولهم : «درهم قسي» للمغشوش من القسوة أيضا (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) بيان قسوة قلوبهم ، إذ لا قسوة أشدّ من تغيير وحي الله (وَنَسُوا حَظًّا) تركوا نصيبا جزيلا (مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) في التوراة من إتّباع محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ حرفوها ، أو : زلّت أشياء منها بشؤم تحريفهم عن حفظهم (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ) خيانة ، أو فرقة خائنة ، أي الخيانة عادتهم كأسلافهم (إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) لم يخونوا وهم الذين آمنوا (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ) ان تابوا ، وبذلوا الجزية. وقيل : مطلق ، نسخ بآية السيف (٢) (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) الى الناس.
[١٤] ـ (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) سمّوا أنفسهم بذلك ادّعاء لنصرة الله متعلق بقوله : (أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ) كما أخذنا من اليهود (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) في الإنجيل (فَأَغْرَيْنا) ألزمنا من غيري به : لصق به (بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) بين فرق النصارى الثلاث أو بينهم وبين اليهود (وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) بالحساب والعقاب.
[١٥] ـ (يا أَهْلَ الْكِتابِ) جنسه ، خطاب لليهود والنصارى (قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ) كالرّجم ونعته صلىاللهعليهوآلهوسلم وبشارة عيسى به (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) مما تخفونه لا يبيّنه لعدم باعث ديني عليه ، أو عن كثير منكم (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ) محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أو : القرآن (وَكِتابٌ) القرآن (مُبِينٌ) للحق ، أو بيّن الأعجاز.
[١٦] ـ (يَهْدِي بِهِ) بالكتاب (اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ) من آمن (سُبُلَ السَّلامِ) سبل الله أو السلامة من عذابه (وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ) الكفر (إِلَى النُّورِ)
__________________
(١) حجة القراءات : ٢٢٣.
(٢) وهي الآية الخامسة من سورة التوبة.