من العرب «خالد بن سنان العبسي» ومدة ذلك ستمائة أو خمسمائة وتسع وستون سنة. وفيه امتنان عليهم ببعثه إليهم حين درس أثر الوحي أحوج ما يكونون اليه (أَنْ) كراهة أن ، أو لأن لا (تَقُولُوا) اعتذارا (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ) فلا عذر لكم إذن (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الإرسال وغيره (قَدِيرٌ).
[٢٠] ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ) هداكم وأعزكم بهم ولم يجعل في امة ما جعل فيكم من الأنبياء.
وقيل : هم الأنبياء ما بين موسى وعيسى مدة الف وسبعمائة سنة ، وهم الف نبي (١) (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً) لملك فرعون ، أو ذوي دور وخدم ، أو مالكين لأموركم بعد أن كنتم مماليك للقبط (وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) من فلق البحر وتظليل الغمام ، والمنّ والسلوى ، وغيرها ، أو أريد عالمي زمانهم.
[٢١] ـ (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) أرض بيت المقدس المطهرة بالأنبياء ، إذ كانت قرارهم : وقيل : الطور وما حوله ، (٢) وقيل : الشام (٣) (الَّتِي كَتَبَ اللهُ) قسّمها أو وهبها (لَكُمْ) أو كتب في اللوح أنها لكم. ولعله بشرط الطاعة إذ حرّمها عليهم حين عصوا (وَلا تَرْتَدُّوا) ولا ترجعوا (عَلى أَدْبارِكُمْ) منهزمين خوفا.
قيل : لما عرّفهم النقباء حال الجبابرة همّوا بالرجوع إلى مصر. (٤) أو لا ترجعوا عن طاعة الله بعصيانكم (فَتَنْقَلِبُوا) نصب جوابا ، أو جزم بالعطف (خاسِرِينَ) الدارين.
[٢٢] ـ (قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ) من العمالقة أولي قوّة وجسامة.
__________________
(١) قاله الكلبي ـ كما في تفسير الكشّاف ١ : ٦٠٢.
(٢) قاله مجاهد ـ كما في تفسير التبيان ٣ : ٤٨٢ وتفسير مجمع البيان ٢ : ١٧٨ ـ.
(٣) قاله قتادة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ١٧٨ ـ.
(٤) نقل هذا القول الزمخشري في تفسير الكشّاف ١ : ٦٠٣.