ورجليه فواراه في الحفيرة ، (١) وهذا يفسد ما قيل : ان ابني آدم كانا من بني إسرائيل (٢) (لِيُرِيَهُ) الله أو الغراب (كَيْفَ) حال من فاعل (يُوارِي) أي «يستر» والجملة مفعول ثاني ل «يري» (سَوْأَةَ أَخِيهِ) جيفته ؛ إذ هي مما يكره (قالَ) تحسرا (يا وَيْلَتى) يا هلكتا احضري فهذا وقتك. وألفها بدل ياء المتكلّم (أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ) في العلم (فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي) عطف على «أكون» (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) على قتله لاسوداد جسده ، وتبرء أبيه منه ، وحمله له سنة ، إذ تحيّر فيه. ولم يندم توبة.
[٣٢] ـ (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ) بسبب فعل «قابيل» حكمنا عليهم ، وأصله مصدر «أجل شراء» أي جناه ، استعمل في تعليل الجناية ثم في كل تعليل توسعا. و «من» ابتدائية أي ابتدأ من أجل ذلك (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ) بغير قتل نفس يوجب القود (أَوْ) بغير (فَسادٍ) فعله (فِي الْأَرْضِ) من كفر أو قطع طريق ونحوه (فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) لأنّه هتك حرمة الدماء ، وسن القتل ، وجرّأ الناس عليه ، أو لاستواء قتل الواحد والجميع في استجلاب العذاب (وَمَنْ أَحْياها) انقذها من سبب هلكة (فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) والمقصود تعظيم قتل النفس وإحيائها ، ليرهب ذاك ويرغب في هذا (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ) بعد ما كتبنا عليهم وجاءتهم رسلنا بالآيات الواضحة (فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) مجاوزون الحدّ بالقتل والشرك.
[٣٣] ـ (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) بمحاربة أوليائهما وهم المسلمون. جعل محاربتهم محاربتهما تعظيما.
والمحارب : من شهر السلاح لإخافة المسلم ولو في مصر (وَيَسْعَوْنَ فِي
__________________
(١) قاله ابن عباس وابن مسعود ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ١٨٥ ـ.
(٢) قاله الحسن والجبائي وابو مسلم ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ١٨٥ ـ.