لطف الله أو من دفع أمره (شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) حيث اختاروا تدنيسها بالكفر ، لعلمه بأن لطفه لا ينجع فيهم (١) (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) ذلّ بالجزية والفضيحة (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) تخليدهم في النار. والضمير للفريقين أو لليهود.
[٤٢] ـ (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) كرر تأكيدا (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) للحرام كالرشا من «سحته» أي استأصله ، لأنه مسحوت البركة. وقرأ «ابن كثير» و «أبو عمرو» و «الكسائي» بضمتين وهما لغتان (فَإِنْ جاؤُكَ) متحاكمين إليك (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) خيرّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الحكم والإعراض ، وكذا الأئمة والحكام ، وقيل : نسخ بآية (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ) (٢) (وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً) لن يقدروا لك على ضرر : (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) بالعدل (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) فيثيبهم.
[٤٣] ـ (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ) تعجيب من تحكيمهم من لا يؤمنون به ، مع أن الحكم منصوص في كتابهم ، أي لم يقصدوا بتحكيمك معرفة الحق إذ لم يثقوا بك ، وإنما طلبوا بتحكيمك الأهون عليهم و «فيها حكم الله» حال من «التوراة» ، وهي مبتدأ ، خبره : «عندهم» أو مرفوعة به ، وتأنيثها لكونها نظيرة «موما» (٣) (ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ) عطف على «يحكّمونك» أي يعرضون عن حكمك الموافق لكتابهم (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) التحكيم (وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) بكتابهم ، أو بك وبه.
[٤٤] ـ (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً) الى الحق (وَنُورٌ) بيان للأحكام (يَحْكُمُ
__________________
(١) النجع : التأثير ، يقال : نجع فيه الدواء. او الكلام ، اي : أثر فيه.
(٢) قاله الحسن ومجاهد وعكرمة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ١٩٦ ـ ، والآية من هذه السورة / ٤٩.
(٣) الموماء والموماة : المفازة الواسعة الملساء ، وقيل الفلاة التي لا ماء بها ولا أنيس بها ـ اقرب الموارد «موم».