وأهله (١) (ذلِكَ) الاتخاذ (بِأَنَّهُمْ) بسبب انهم (قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) إذ خالفوا قضية العقل المانعة من الهزء بالحق.
[٥٩] ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ) تنكرون (مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) من القرآن (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ) الى الأنبياء (وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) عطف على «أن آمنا» أي ما تنكرون منّا إلّا مخالفتكم إذ دخلنا الإيمان وأنتم خارجون منه ، فالمستثنى لازم الأمرين وهو المخالفة. أو : بحذف مضاف ، أي : واعتقاد ان أكثركم. أو : على المجرور أي ما تنقمون منّا إلّا ايماننا بالله وبما انزل وب «أنّ أكثركم فاسقون» خطاب لليهود ، قالوا للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بمن تؤمن؟ قال : «بالله وما أنزل إلينا» الآية ، فقالوا ـ حين ذكر عيسى ـ لا نعلم دينا شرّا من دينكم.
[٦٠] ـ (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ) المنقول (مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ) ووضعها موضع العقوبة كأنه للتهكم ونصبت تمييزا (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ) أبعده من رحمته و «من» بدل من «شرّ» بحذف مضاف أي بشرّ من أهل ذلك من لعنه أو : بشرّ من ذلك دين من لعنه الله ، أو خبر محذوف أي هو من لعنه الله (وَغَضِبَ عَلَيْهِ) لكفره (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ) مسخ أصحاب السبت قردة وكفار مائدة عيسى خنازير. (٢)
وقيل : المسخان في أهل البيت ، مسخ شبانهم قردة وشيوخهم خنازير وروعي في «منهم» معنى «من» وفي ما قبلها لفظها (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) الشيطان بطاعته أو العجل ، وضم «حمزة» «الباء» وجرّ «التاء» ، على انه وصف كحذر بالضم عطفا على «القردة» ، والمعنى : انه خذلهم حتى عبدوها ، وفتح الباقون «الباء» ونصبوا «التاء» عطفا على صلة «من» (٣) (أُولئِكَ) الملعونون (شَرٌّ مَكاناً) تمييز. كنّى عن شرارتهم
__________________
(١) قاله السدي ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٢١٣.
(٢) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٢١٦.
(٣) حجة القراءات : ٢٣١.