لا يمكنهم منك.
[٦٨] ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) يعتد به من الدين (حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) من الكتب بالعمل بما فيها ، ومنه الإيمان بي واتباع ديني (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فلا تحزن عليهم لازديادهم طغيانا وكفرا ، لعود ضرره عليهم.
[٦٩] ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى) فسّر في البقرة (١) و «الصابئون» مبتدأ نوي تأخيره وحذف خبره لدلالة خبر «انّ» عليه أي والصابئون كذلك فهو كاعتراض ، يفيد أن الصابئين مع وضوح ضلالهم يثاب عليهم ان صح ايمانهم وصلح عملهم فغيرهم أوليد ، ولم يعطف على محل اسم «انّ» لعدم مضي خبرها (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً) مبتدأ خبره (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) والجملة خبر «أن» والرابط محذوف أي من آمن منهم أو خبرها «فلا خوف» و «من آمن» بدل من اسمها وما عطف عليه.
[٧٠] ـ (لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) بالتّوحيد واتّباع الرّسل (وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) لإرشادهم (كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ) منهم (بِما لا تَهْوى) لا تحبه (أَنْفُسُهُمْ) من التّكاليف (فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) جزاء الشرط أو استيناف ، دل عليه ، والشرطية صفة «رسلا» وجيء بالمضارع حكاية للحال الماضية لتستحضر فضاعتها وللفاصلة. (٢)
[٧١] ـ (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ) بالنصب ورفعه «أبو عمرو» و «حمزة» و «الكسائي» (٣) على «أن» مخففة [من] الثقيلة ، أي وظنوا أن لا تقع (فِتْنَةٌ) عقاب لهم بتكذيب
__________________
(١) سورة البقرة ٢ / ٦٢.
(٢) في «ط» : وللصلة.
(٣) حجة القراءات : ٢٣٣.