كالأخبار (١) (وَاللهُ عَزِيزٌ) غالب (ذُو انْتِقامٍ) ممن عصاه.
[٩٦] ـ (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ) ما صيد منه مما يفرخ فيه ، ولا يحل منه عندنا إلّا ما له فلس من السمك لا كلّ صيد كالشافعي ولا كلّ سمك كأبي حنيفة (وَطَعامُهُ) طاعم البحر أي القديد وصيده الطري ، أو طعام الصيد أي أكله (مَتاعاً) مفعول له ، أي تمتيعا (لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) مسافريكم تتزودونه (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ) ما صيد فيه مما يفرخ فيه (ما دُمْتُمْ حُرُماً) محرمين وإن صاده محلّ عندنا ، واختلف فيها العامة (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) للجزاء.
[٩٧] ـ (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ) سميت كعبة لنبوّها (٢) (الْبَيْتَ الْحَرامَ) عطف بيان للمدح (قِياماً لِلنَّاسِ) مفعول ثان ، أي ما يقوم به أمر دينهم بحجه ، ودنياهم بأمن داخله ، وربح التجار عنده. وقرأ «ابن عامر» : «قيما» (٣) مصدر «قام» (وَالشَّهْرَ الْحَرامَ) لامه للجنس ، أي الأشهر الحرام الأربعة (وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ) فسرا في أوّلها (٤) (ذلِكَ) الجعل (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) إذ جعله ذلك لدفع المضار ، وجلب المنافع قبل كونها دليل كمال علمه.
[٩٨] ـ (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن عصاه (وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ) لمن تاب (رَحِيمٌ) به.
[٩٩] ـ (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) وقد فعل ، وقامت عليكم الحجة فلا عذر لكم في التفريط (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ) من الأعمال فاحذروه.
__________________
(١) وسائل الشيعة ٩ : ٢٤٤ الباب ٤٧ ـ ٤٨ من أبواب كفارات الصيد.
(٢) في بعض كتب اللغة : الكعبة البيت الحرام بمكة قيل سميت به لنتوئها وقيل لتربيعها.
(٣) حجة القراءات : ٢٣٧.
(٤) عند تفسير الآية (٢) من هذه السورة.