[٢٣] ـ (ثُمَّ لَمْ) «يكن» (١) (فِتْنَتُهُمْ) معذرتهم أو شركهم أي عاقبته. وقرأ «ابن كثير» و «ابن عامر» و «حفص» «تكن» بالتاء ورفع «فتنتهم» ، و «نافع» و «أبو عمر» و «أبو بكر» بالتاء ونصبها خبرا (٢) والتأنيث له ، والاسم المصدر في (إِلَّا أَنْ قالُوا) والباقون بالياء ونصبها (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) يحلفون على كذب لا ينفع دهشا وحيرة ، ونصب «حمزة» و «الكسائي» : «ربّنا» نداء. (٣)
[٢٤] ـ (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) بنفي اشراكهم (وَضَلَ) غاب (عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من الشركاء.
[٢٥] ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) حين تقرأ القرآن. استمع له صلىاللهعليهوآلهوسلم نفر من قريش منهم «النضر» فقالوا له : ما يقول محمّد؟ فقال : أساطير الأولين (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) أغطية ، جمع «كنان» وهو الغطاء (أَنْ يَفْقَهُوهُ) كراهة أن يفهموه (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) صمما ، فلا يسمعون. مثل في نبو (٤) قلوبهم ومسامعهم عن قبوله ، وأسند اليه تعالى دلالة على تمكنه منهم كالجبلة (وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها) لعنادهم (حَتَّى) هي الدّاخلة على الجمل بلا عمل ، والجملة (إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ) حال (يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) جواب «إذا» أو «حتى» الجارة أي : حتى وقت مجيئهم. و «يجادلونك» حال ، و «يقول» بيان له (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أكاذيبهم ، جمع اسطورة أو أسطار جمع سطر. والمعنى أن تكذيبهم الآيات بلغ إلى أنهم يجادلونك ، فيجعلون أصدق الحديث خرافات الأولين.
[٢٦] ـ (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) عن القرآن أو الرسول وإتّباعه (وَيَنْأَوْنَ) يتباعدون
__________________
(١) في المصحف الشريف «تكن».
(٢) حجة القراءات : ٢٤٣.
(٣) حجة القراءات : ٢٤٤.
(٤) النبو : العلو والترفّع.