(عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ) بالنهي والنأي (إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) لا يتعداهم ضرره الى غيرهم (وَما يَشْعُرُونَ) بذلك.
وجعلها في «أبي طالب» أي ينهى عن أذاه ولا يؤمن به ، يبطله أن الضمير للكفرة المجادلين المكذبين ، أبو طالب ما كذّبه قطّ بالاتفاق ؛ بل كان مصدقا له مؤمنا به ، بشهادة أشعاره ، وخطبه ، ووصاياه لأهله.
وقد أجمع أهل البيت عليهمالسلام على إيمانه ، فنسبة الكفر اليه محض عناد ، يدعو اليه فرط النصب لابنه أمير المؤمنين عليهالسلام.
[٢٧] ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ) اروها ، او أطلعوا عليها ، أو أدخلوها فعرفوا عذابها. وجوابه محذوف أي لرأيت أمرا هائلا (فَقالُوا) تمنّيا (يا لَيْتَنا نُرَدُّ) الى الدنيا (وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) استئناف ك «دعني ولا أعود» أي وأنا لا أعود ، تركتني أو لا ، أو عطف على «نردّ» أو حال من فاعله فيدخل في المتمنى والتكذيب الآتي لما تضمن من الوعد. ونصبهما «حمزة» و «حفص» جوابا للتمنّي ، ورفع «ابن عامر» «نكذب» ، ونصب «نكون». (١)
[٢٨] ـ (بَلْ) للإضراب عن ارادة الإيمان المتمنى (بَدا) ظهر (لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ) من الكفر أو القبائح بشهادة جوارحهم ، فتمنوا ذلك (وَلَوْ رُدُّوا) إلى الدنيا بعد ذلك (لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) من الكفر (وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) في وعدهم بالإيمان.
[٢٩] ـ (وَقالُوا) استئناف أو عطف على «لعادوا» (إِنْ هِيَ) أي الحياة (إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ).
[٣٠] ـ (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ) على جزائه أو عرفوه حق التعريف ، أو مجاز عن حبسهم للسؤال. وجوابه كما مرّ (قالَ) توبيخا لهم (أَلَيْسَ هذا) البعث
__________________
(١) حجة القراءات : ٢٤٥.