كسبتم (بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) يوقظكم في النهار (لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى) ليستوفي المتيقّظ (١) أجله المضروب له في الدنيا (ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) بالموت أو البعث (ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بمجازاتكم به.
[٦١] ـ (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) ملائكة تحصي أعمالكم ، وفيه لطف للعباد لأنهم إذا علموا أن أعمالهم تكتب وتعرض في القيامة ، كان أزجر عن الذنب (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) ملك الموت وأعوانه. وقرأ «حمزة» : «توفاه» (٢) بألف ممالة (وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) لا يقصرون بالتواني عما حدّ لهم.
[٦٢] ـ (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ) الى حكمه (مَوْلاهُمُ) المتولي أمرهم (الْحَقِ) الثابت العدل في حكمه (أَلا لَهُ الْحُكْمُ) يومئذ لا لغيره (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) يحاسبهم في قدر حلب شاة ، لا يشغله حساب عن حساب.
[٦٣] ـ (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ) وخففه «يعقوب» (٣) (مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) شدائدهما يقال لليوم الشديد يوم مظلم ، وذو كواكب (تَدْعُونَهُ) حال (تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) علانية وسرا ، حالان أو مصدران وكسر الخاء «أبو بكر» (٤) قائلين (لَئِنْ) قسم (أَنْجَيْتَنا) (٥) وقرأ «الكوفيون» : «أنجانا» (٦) (مِنْ هذِهِ) الظلمات (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ).
__________________
(١) في «ط» المستقضي.
(٢) حجة القراءات : ٢٥٤.
(٣) تفسير مجمع البيان ٢ : ٣١٣.
(٤) وفي المصحف الشريف بقراءة حفص ، «أنجينا».
(٥) حجة القراءات : ٢٥٥.
(٦) حجة القراءات : ٢٥٥.