وسلّم (قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ) قيل : قال أبو جهل : «زاحمنا بنو عبد مناف حتى إذا صرنا كفرسي رهان» قالوا منا نبي يوحى اليه والله لا نرضى به إلّا أن يأتينا وحي كما يأتيه ، فنزلت ، (١) وردّ عليهم بقوله : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ) «رسالاته» (٢) وأفردها «ابن كثير» و «حفص». (٣)
و «حيث» مفعول به لفعل دلّ عليه «أعلم» أي يعلم المكان الصالح لها فيضعها فيه وليست بالنسب والمال (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ) ذلّ بعد كبرهم (عِنْدَ اللهِ) في القيامة (وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ) بمكرهم.
[١٢٥] ـ (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ) أن يلطف به (يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) يلطف به حتى يرغب فيه ويطمئن اليه (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ) أن لا يلطف به فيخليه ، وشأنه (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً) يمنعه الطافه حتى ينبو عن قول الحق فلا يدخله الإيمان ، وخففه «ابن كثير» (٤) (حَرَجاً) كسره «نافع» و «أبو بكر» أي شديد الضيق ، وفتحه الباقون (٥) وصفا بالمصدر (كَأَنَّما يَصَّعَّدُ) يتصعد وخففه «ابن كثير».
وقرأ «أبو بكر» : يصاعد (٦) أي يتصاعد (فِي السَّماءِ) إذا كلف الإيمان لشدته عليه ، أو كأنّما يتصاعد إليها نبوّئ عن الحق (كَذلِكَ) الجعل (يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ) الخذلان ومنع اللطف أو العذاب (عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) وضع موضع عليهم تعليلا.
[١٢٦] ـ (وَهذا) البيان أو الإسلام أو التوفيق والخذلان (صِراطُ رَبِّكَ) طريقه الذي ارتضاه ، أو الذي اقتضته حكمته (مُسْتَقِيماً) لا عوج له ، أو عادلا ، حال مؤكّدة
__________________
(١) قاله مقاتل ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٣٦١ ، وفيه : لا نؤمن ـ.
(٢) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «رسالته» كما سيشير اليه المؤلف.
(٣) حجة القراءات : ٢٧٠.
(٤ ، ٥ ، ٦) حجة القراءات : ٢٧١.