[١٤٩] ـ (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) البيّنة التي بلغت قطع غدر المحجوج من «حج» أي قصد (فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) بإلجائكم اي الأيمان لكنّه لم يشأ لمنافاته المحكمة.
[١٥٠] ـ (قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ) احضروهم. اسم فعل لا ينصرف عند الأكثر ، وقد يجعل فعلا فيؤنث ويثنى ويجمع ، وهو متعدّ ولازم (الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا) وهم قدوتهم فيه. استحضروا لتلزمهم الحجة بانقطاعهم كمقلديهم ، ولذلك أضيف الشهداء إليه وجعلوا معهودين بالوصف (فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ) فلا تصدقهم إذ تصديقهم كالشهادة معهم بالباطل ، (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) وضع موضع (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ) (١) ليدلّ على أنّ مكذب الآيات متبع هواه لا غير (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) كعبدة الأصنام (وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) يجعلون له عديلا. وتفيد الآية منع التقليد ، ووجوب اتباع الحجة دون الهوى.
[١٥١] ـ (قُلْ تَعالَوْا) أصله أمر من «علا مكانه» لمن سفل ثم عمّم اتّساعا (أَتْلُ) أقرأ (ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ) منصوب ب «أتل» و «ما» موصولة أو مصدرية أو استفهامية منصوبة ب «حرّم» والجملة مفعول «أتل» لأنه بمعنى «أقول» أي شيء حرّم ربكم (عَلَيْكُمْ) متعلق ب «أتل» أو «حرّم» (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ) «أن» مفسرة وتعليق المفسر وهو «أتل» ب «ما حرّم» لا يمنع عطف الأوامر عليه ، لرجوع التحريم فيها إلى أضدادها ، وإن جعل «أن» ناصبة فهي منصوبة ب «عليكم» على الإغراء ، أو بالبدل من «ما» على زيادة «لا» أو مجرور بلام مقدرة (شَيْئاً) مفعول أو مصدر (وَبِالْوالِدَيْنِ) وأحسنوا بهما (إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) من خشية فقر (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) فانتفى ما زعمتموه علّة لقتلهم (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ) الكبائر أو الزنا (ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) كقوله : (ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ) (٢) (وَلا تَقْتُلُوا
__________________
(١) سورة المائدة : ٥ / ٤٨.
(٢) سورة الانعام : ٦ / ١٢٠.