بالأكل منها (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره.
وسميت العورة سوأة لأن انكشافها يسوء صاحبها (وَطَفِقا يَخْصِفانِ) أي أخذا يرقّعان ورقة على ورقة (عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) وهو ورق التين ليستترا به (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) عتاب على مخالفة النهي وان كان نهي تنزيه ، وقبول قول العدّو والاستفهام للتقرير.
[٢٣] ـ (قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) بخسناها الثواب بفعل ما تركه أولى (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا) تستر علينا (وَتَرْحَمْنا) وتتفضل بنعمك (التي يتمّ بها) (١) ما فوّتناه نفوسنا (٢) من الثواب (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) بتضييع حظنا.
[٢٤] ـ (قالَ اهْبِطُوا) خطاب لهما ولذريتهما ، أو لهما ولإبليس (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) أي متعادين (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) مصدر ، أو اسم مكان (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) وتمتع الى تقضّي آجالكم.
[٢٥] ـ (قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ) بالبعث وبناه «حمزة» و «الكسائي» و «ابن ذكوان» للفاعل. (٣) [٢٦] ـ (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً) خلقناه لكم بأسباب سماوية ، ومثله (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) (٤) (يُوارِي) يستر (سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) جمالا أي ما تتجملون به أو مالا ، يقال : تريّش ، أي : تموّل (وَلِباسُ التَّقْوى) خشية الله والإيمان ، أو العمل الصالح ، أو لباس الحرب ، نصبه «نافع» و «ابن عامر» و «الكسائي» (٥) عطفا على
__________________
(١) الزيادة من تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٠٧.
(٢) في النسخ «ما فوتناه نفوسنا» وقريب منه ما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٠٧ ، والظاهر ان الصحيح «ما فوتته نفوسنا» ، أو : «ما فوتناه بنفوسنا».
(٣) تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٠٦.
(٤) سورة الحديد : ٥٧ / ٢٥.
(٥) حجة القراءات : ٢٨٠.