لا شمس حينئذ.
والخلق التدريجي مع القدرة على الدفعي دليل الإختيار وتعليم للتثبت (ثُمَّ اسْتَوى) من كل شيء فليس شيء أقرب اليه ، أو استقام أمره أو استولى (عَلَى الْعَرْشِ) هو الجسم الحاوي لسائر الأجسام. سمّي به تشبيها بسرير الملك.
وقيل : الملك (١) (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) يغطيه بظلامه وحذف عكسه للعلم به وشدده «حمزة» و «الكسائي» و «أبو بكر» (٢) (يَطْلُبُهُ) يعقبه كالطالب له (حَثِيثاً) سريعا ، صفة مصدر مقدّر ، أو حال من الفاعل أو المفعول (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ) مذلّلات بتصرفه. ونصبت عطفا على «السماوات» و «مسخرات» حال ورفع «ابن عامر» كلها على الابتداء (٣) والخبر (أَلا لَهُ) وحده (الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) الإيجاد والتصرف (تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) تعالى وتعظّم بتفرده في الألوهية والربوبية.
[٥٥] ـ (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) تذلّلا وسرّا ، حال ، وكسر «أبو بكر» الخاء (٤) (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) للحدّ في الدعاء ، كطلب منزلة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو الصياح أو في كل أمر.
[٥٦] ـ (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بالمعاصي (بَعْدَ إِصْلاحِها) بالرسل والكتب (وَادْعُوهُ خَوْفاً) خائفين من رده أو عقابه أو عدله (وَطَمَعاً) في إجابته أو عفوه أو فضله ، (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) تقوية للطمع وتذكير قريب لإضافة الرحمة الى الله أو لأنها بمعنى الرحم.
__________________
(١) قاله الحسن ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٢٨.
(٢ ـ ٣) حجة القراءات : ٢٨٤.
(٤) تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٢٨.