إدريس (إِلى قَوْمِهِ) وهو ابن أربعين وقيل أكثر (١) (فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) أي وحده (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) رفع بدلا من محل «إله» ، وجرّه «الكسائي» صفة له حيث وقع (٢) (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) ان عبدتم غيره وفتح «الحرميان» و «أبو عمرو» الياء (٣) (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) هو يوم القيامة.
[٦٠] ـ (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ) الاشراف الذين يملأون الصدر هيبة (إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ذهاب عن الحق بيّن.
[٦١] ـ (قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ) مبالغة في النفي وتعريض بهم (وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ).
[٦٢] ـ (أُبَلِّغُكُمْ) استئناف لبيان كونه رسولا وخففه «أبو عمرو» (٤) (رِسالاتِ رَبِّي) وجمعت لتعدد مضمونها كالعقائد والأحكام والمواعظ (وَأَنْصَحُ) أخلص بإرادة الخير (لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ) من قدرته وبطشه ، أو من جهته بالوحي (ما لا تَعْلَمُونَ) أشياء تجهلونها.
[٦٣] ـ (أَوَعَجِبْتُمْ) إنكار ، عطف على محذوف أي أكذّبتم وعجبتم من (أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ) رسالة (مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ) على لسان رجل (مِنْكُمْ) من جنسكم (لِيُنْذِرَكُمْ) وبال الكفر (وَلِتَتَّقُوا) الله (وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) بالتقوى.
[٦٤] ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ) ممن آمن به وهم أربعون رجلا وأربعون امرأة. وقيل عشرة ، منهم بنوه «سام» و «حام» و «يافث» (٥) (فِي الْفُلْكِ) السفينة ،
__________________
(١) في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٣٣ وهو ابن خمسين سنة.
(٢) حجة القراءات : ٢٨٦.
(٣) النشر في القراءات العشر ٢ : ٢٧٥.
(٤) حجة القراءات : ٢٨٦ ـ ٢٨٧.
(٥) في تفسير البيضاوي ٢ : ٢٣٠ ـ ما يلي : وقيل تسعة : بنوه سام وحام ويافث وستة ممن آمن به ـ.