وَآباؤُكُمْ) آلهة وما فيها الاهية (ما نَزَّلَ اللهُ بِها) أي بإلهيتها (مِنْ سُلْطانٍ) حجة (فَانْتَظِرُوا) حلول العذاب (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) لحلوله بكم.
[٧٢] ـ (فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ) في الدين (بِرَحْمَةٍ مِنَّا) عليهم (وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي استأصلناهم (وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ) عطف على «كذبوا».
قيل لمّا كذبوه ابتلوا بالقحط وكان الناس حينئذ إذا ابتلوا توجهوا الى البيت الحرام وطلبوا من الله الفرج فجهزوا إليه وفدا وكان بمكة إذ ذاك العمالقة أولاد عمليق بن لاوذ بن سام ، وسيدهم معاوية بن بكر ، فقدموا عليه وكانوا أخواله ، فأكرمهم وبقوا عنده شهرا لاهين بالشرب والغناء فأهمّه ذلك واستحيا أن يكلّمهم فيه ، لأنهم ضيفه فعلم قينتيه شعرا يتضمن ذلك ، فغنتاهم به فأزعجهم فذهبوا يستسقون فقال رأسهم : اللهم اسق عادا فأنشأ الله سحابات ثلاث بيضاء وحمراء وسوداء ، فنودي من السماء : اختر لقومك ، فاختار السوداء ، فخرجت على عاد فاستبشروا وقالوا هذا عارض ممطرنا فجاءتهم منها ريح عقيم فأهلكتهم ونجا «هود» ومن آمن به وأتوا مكة وسكنوها. (١) [٧٣] ـ (وَإِلى ثَمُودَ) قبيلة من العرب ، أبوهم «ثمود بن عامر بن إرم بن سام» ترك صرفه بتأويل القبيلة ويصرف بتأويل الحي. ومنازلهم الحجر بين الحجاز والشام (أَخاهُمْ صالِحاً) من ولد ثمود (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) معجزة على صدقي (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) استئناف لبيانها. و «آية» حال عاملها الإشارة ، و «لكم» بيان لمن الآية له ، أو «ناقة الله» بدل ،. و «لكم» خبر عامل في «آية» ، واضافتها الى «الله» لتعظيمها (فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) الكلأ (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) بعقر أو أذى (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).
[٧٤] ـ (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ) أسكنكم (فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها) تبنون في سهولها (قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) حال مقدرة ،
__________________
(١) انظر تفصيل قصة هود في تفسير مجمع البيان ٢ : ٤٣٨ ـ ٤٣٩.