على سارية في المسجد ، والى لا يذوق شيئا حتّى يموت أو يتاب عليه ، فمكث سبعة حتى غشى عليه ، ثم تاب الله عليه فقيل له : تيب عليك ، فحلّ نفسك ، فآلى لا يحلها حتى يحله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فجاءه فحلّه (١) (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) ما آمنتم عليه من الدين وغيره. جزم عطفا على النهي ، أو نصب جوابا له (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) انها أمانة أو قبح الخيانة.
[٢٨] ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) بليّة من الله ليبلوكم فيهم فلا تعصوه لأجلهم ك «أبي لبابة» (وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) من أطاعه فيهم وآثر رضاه عليهم فالتمسوه.
[٢٩] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ) بطاعته وترك معاصيه (يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) هداية في قلوبكم ، تفرقون بها بين الحق والباطل ، أو نصرا يفرق بينكم وبين أعدائكم بإعزازكم وإذلالهم.
أو نجاة مما تخافون في الدارين (وَيُكَفِّرْ) يستر (عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) بالعفو عن ذنوبكم (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) يبتدئ بالنعم قبل استحقاقها فلا يمنعها مستحقا بتقواه.
[٣٠] ـ (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) واذكر إذ يحتالون بمكة في أمرك (لِيُثْبِتُوكَ) ليحبسوك (أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) من مكة وذلك انهم تشاوروا في أمره بدار الندوة ، فقال بعضهم : احبسوه في بيت حتى يموت ، وآخر قال : احملوه على جمل وأخرجوه على وجهه.
وقال أبو جهل اقتلوه بأن يجتمع عليه من كل بطن رجل فتضربوه ضربة واحدة ، فيتفرق دمه في القبائل ، فلا يقوى بنو هاشم على حرب الكل ، فيرضوا بالدية ، فصوب إبليس رأيه ، وكان قد أتاهم بصورة شيخ نجديّ ـ وخطّأ الأوّلين ، فأجمعوا
__________________
(١) روي معناه عن الباقر والصادق عليهمالسلام في تفسير البرهان ٣ : ٧٣.