«ابن عامر» و «حمزة» و «حفص» : بالياء (١) بجعل فاعله «الذين كفروا» والمفعول الاول محذوف أي أنفسهم (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) استئناف يعلل النهي ، وفتحها «ابن عامر» (٢) بتقدير اللام ، أي لا تحسبنهم فأتوا الله لأنهم لا يفوتونه. نزلت فيمن أفلت «ببدر» من المشركين.
[٦٠] ـ (وَأَعِدُّوا لَهُمْ) لحربهم (مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) مما يتقوى به في الحرب ، وروى (٣) أنها الرمي (وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ) «فعال» بمعنى مفعول ، أي التي تربط في سبيل الله ، أو مصدر ، أي ربطها وحبسها فيه (تُرْهِبُونَ) تخوفون (بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ) أي كفار مكة (وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ) من غيرهم من اليهود أو المنافقين أو الفرس (لا تَعْلَمُونَهُمُ) بأعيانهم (اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ) أجره (وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) بنقص شيء منه.
[٦١] ـ (وَإِنْ جَنَحُوا) مالوا. يعدّى باللام وإلى (لِلسَّلْمِ) للصلح ، وكسره «أبو بكر» (٤) (فَاجْنَحْ لَها) وهو منسوخ بآية السيف ، أو خاص بأهل الكتاب (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) ثق به فإنه يكفيك ما تخافه منهم (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لأقوالهم (الْعَلِيمُ) بأسرارهم.
[٦٢] ـ (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ) بالصلح (فَإِنَّ حَسْبَكَ) كافيك (اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) جميعا.
[٦٣] ـ (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) مع حميّتهم وتضاغنهم في أدنى شيء ، حتّى صاروا كنفس واحدة أو بالأنصار : الأوس والخزرج ، كانت بينهم ترات وإحن ، فألّف بينهم وصيّرهم إخوانا (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) من المال لتألّف بينهم (ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) لشدة عداوتهم (وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) بقدرته معجزة لك (إِنَّهُ عَزِيزٌ) غالب لا يعجزه شيء (حَكِيمٌ) في صنعه.
__________________
(١ ـ ٢) حجة القراءات : ٣١٢.
(٣) تفسير الصافي ٢ : ٣١١.
(٤) حجة القراءات : ٣١٢.