الكتب التى رأيتها فى مقالات الناس المختلفين فى اصول الدين كتاب ابى الحسن الاشعرى وقد ذكر فيه من المقالات وتفصيلها ما لم يذكره غيره» (١) ثم نقل الى كتابه المذكور فصولا من كتاب الاشعرى ، واتى منه أيضا تلميذه ابن القيّم بفصول فى كتابه المسمّى بحادى الارواح وكتابه المسمّى باجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطّلة والجهمية وكتاب الروح ، ويتبيّن من هذا ان الكتاب كان مرغوبا فيه ومعتبرا مأخذا يعوّل عليه عند شيوخ الحنابلة ، واما اصحاب المقالات الذين جاءوا بعد الاشعرى كعبد القاهر البغدادى والشهرستانى فقد نقلوا منه أيضا وان لم يصرّحوا بهذا فى جميع مواضع النقل وقد اشرنا الى امثال هذا فى الحواشى ، ثم ان بعض افاضل العلماء غير هؤلاء قد اطّلعوا على هذا الكتاب وطالعوه كما يظهر من تعليقاتهم المحرّرة فى نسخ الكتاب الموجودة فى ايدينا وسنبحث عن ذلك فيما بعد ولا يبعد ان يكون من الاسباب التى حالت دون انتشار الكتاب فى عالم الاسلام ان ترتيبه غير مألوف وغير ميسر للحفظ والتعليم وذلك ان المؤلّف رتّب بعض الكتاب على الفرق وبعضه على المسائل وكثّر التقسيم والتعديد ثم انه قسم الكتاب قسمين او لهما فى الجليل من الكلام والثانى فى الدقيق منه وذكر فى الثانى بالتفصيل بعض ما قد ذكر فى الاول بالاجمال واوجب ذلك تكرارا وذكرا
__________________
(١) ـ ج ٣ ص ٧٠ وراجع أيضا ج ٣ ص ٦٩ و ٢٠٨