يعنى الملائكة (وَالْأَرْضِ طَوْعاً) يعنى المؤمنين ثم قال : (وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ) يعنى ظل الكافر كرها يسجد لله وهو (بِالْغُدُوِّ) حين تطلع الشمس (وَالْآصالِ) ـ ١٥ ـ يعنى بالعشي إذا زالت الشمس يسجد ظل الكفار لله وإن كرهوا (قُلْ) يا محمد لكفار مكة [١٨٨ ب](مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ) فى قراءة أبى بن كعب ، وابن مسعود «قالوا الله» : (قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ) الله (١) (أَوْلِياءَ) تعبدونهم يعنى الأصنام (لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ) يعنى الأصنام لا يقدرون لأنفسهم (نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى) عن الهدى (وَالْبَصِيرُ) بالهدى يعنى الكافر والمؤمن (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ) يعنى الشرك (وَالنُّورُ) يعنى الإيمان ولا يستوي من كان فى الظلمة كمن كان فى النور ثم قال يعنيهم : (أَمْ جَعَلُوا) يعنى وصفوا (لِلَّهِ شُرَكاءَ) من الآلهة (خَلَقُوا كَخَلْقِهِ) يقول خلقوا كما خلق الله (فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ) يقول فتشابه ما خلقت الآلهة والأصنام وما خلق الله عليهم ، فإنهم لا يقدرون أن يخلقوا ، فكيف يعبدون ما لا يخلق شيئا ، ولا يملك ، ولا يفعل ، كفعل الله ـ عزوجل ـ (قُلْ) لهم يا محمد : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ) لا شريك له (الْقَهَّارُ) ـ ١٦ ـ والآلهة مقهورة وذليلة. ثم ضرب الله ـ تعالى ـ مثل الكفر والإيمان ، ومثل الحق والباطل فقال : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) وهذا مثل القرآن الذي علمه المؤمنون وتركه الكفار (٢) فسال الوادي الكبير على قدر كبره «منهم من حمل منهم كبيرا (٣)» والوادي الصغير على قدره
__________________
(١) فى أ ، ل : من دون الله.
(٢) فى أ ، ل : علمه المؤمنين وتركه الكفار.
(٣) هكذا فى أ ، ل. والأنسب حذف هذه الجملة أو يقال (منهم من حمل منه كبيرا)